عاشت المرأة العراقية منذ أيام النظام السابق أسوء الأيام وكانت تتطلع إلى ما هو أفضل بعد سقوط ذلك النظام ولكنها بقيت تعيش تحت نفس الوتيرة من الألم والمعانات وهذه المعانات تتلخص بـ ( فقدان الزوج والابن والأخ والأب ) سواء كان معتقلا في السجون و غياهبها والمعتقلات السرية دون أي مبرر قانوني أو شرعي أو أخلاقي , وأما القتل غدرا وإلقائه على قارعة الطريق , لكن الأشد ألما على المرأة هو اختفاء أحبتها دون معرفة مصريهم فلو كانت تعرف بان ابنها أو زوجها أو والدها ميت لكانت معاناتها اقل لأنها تعرف مصيره ولكن عدم معرفة مصيره يؤدي الى معانات لا نظير لها ,
وها نحن اليوم نرى إن الحكومة العراقية تتلاعب بأعصاب ومشاعر هذه النساء التي فقدت أحبتها وذلك من خلال سن ما يسمى ( بقانون العفو العام ) الذي هو عبارة عن صفقات سياسية ودعاية انتخابية لا أكثر يجعلون النساء فاقدات الأحبة تعيش على أمل اللقاء والإفراج عن المسجونين وبعد أن يصلوا إلى مبتغاهم (الكرسي ) يصبح هذا القانون في سلة المهملات , لو كان يهمهم الأمر بالفعل لما ابقوا على المظلومين المعتقلين منذ عدة سنوات دون تحقيق أو معرفة سبب اعتقالهم ولا حتى وجود تهمة تدينهم فقط الاشتباه لو كانت هذه الحكومة بالفعل تهتم لأمرهم لأكملت التحقيقات معهم وأطلقت سراح كل شخص بريء منذ أول أيام اعتقاله .
وليس بعيدا عنا الحال في سوريا أيضا تجد فيها الاعتقالات والقتل للشباب السوري وحتى النساء دون أي مبررات سوى إن الشعب خرج مطالبا بحقوق مسلوبة ومغتصبه منه لصالح الحكام , ولتشابه الحال ولشعور النساء العراقيات بمعانات النساء السوريات ( الألم والمعانات ولوعة فقدان الأحبة دون معرفة مصيرهم ) ولانتهاك حرمة المرأة السورية وتعرضها للقتل والضرب والإهانة , كلها أمور دفعت بالمرأة العراقية أن تخرج لتواسي وتؤازر أختها السورية وتطالب بإيقاف هذه الانتهاكات والتجاوزات , واستلهاما من قول سيد الموحدين الإمام علي عليه السلام ((ثلاثة للمؤمن فيها راحة:....وامرأة صالحة تعينه على أمر الدنيا والآخرة)) ومن اجل معونة الرجل بأمور الدنيا في المطالبة بكل الحقوق ولتقف معه تلك الوقفة المشرفة في ساحات الخلود والثورات ضد الظلم والطغيان والتجبر , هذه هي المرأة التي تربت خير تربية على يد مرجعية السيد الصرخي الحسني الذي عمل على تربية أبناء مرجعيته رجالا ونساء على التعاطف والشعور بوحدة المعانات فلله درك من مرجع ومربي وهنيئا لمن تربى بهذه التربية الفاضلة