خيال الظل من تاليف"محمد مختار"

كانت رقيقة كالنسيم

كانت جميلة في كلامها

جميلة في همساتها

كانت مثل زهرة عباد الشمس المتفتحة

كلامها كالحان الكمان

همساتها احلي من ناي

كانت كنسيم الصيف الذي يلاطف وجهك في شده الحر

كانت كالفراشة الجميلة ذات الاجنحة الملونه التي تطير هنا و هناك

و تتوقف عند كل بستان و بستان

كانت في عينيها براءة الاطفال

و لم لا فوجهها الجميل يشبه البدر

كان جمالها هادئا و ما ان تراها الا واخذت عيناك تحدق لها كي تكتفي من جمالها

كان جمالها طبيعيا فلم تكن تضع اي من مساحيق التجميل

كانت ابتسامتها لا تفارق شفتاها

كانت وديعه كالحملان الصغيرة في المرعي

كانت طيبه القلب

كانت هادئة هدوء تستطيع به ان تمتص به غضب اشد الناس

كانت نفسها نقية و طاهرة كاللبن الحليب

كانت عاطفية وحساسة بدرجة كبيرة

كانت حنونه جدا



نعم هذه مواصفات بنت حقيقية

كانت تسكن في المنزل المقابل لمنزله

كان يراها كل يوم في الصباح و المساء و في كل وقت

كان يحبها جدا

لم تكن تراه فهو دائما يقف في الظل

لا ينتبه له احدا

و كان لا يحب ان يراه احدا

فكان دائما يرتدي قلنسوة تخفي نصف وجهه

لم يكن يغادر المنزل كثيرا

كان دائما يتابعها من خلف شباك منزله

كل يوم كل ساعه كل دقيقة

كانه اعتاد عليها

اصبح يحفظ برنامجها اليومي

من الخروج صباحا الي المدرسة

حتي العودة من المدرسة

حتي اثناء الخروج مع اصدقائها

و ظل يتابعها دائما لم يكن يتوقف ابدا عن ذلك

كانت عندما تمرض يمرض هو الاخر

و لا يقوي علي النهوض حتي يعلم انها شفيت و يكمل متابعته لها

مرت الايام و اصبحت البنت في الكلية

و تغير مجتمعها وحياتها

و اصبحت تختلط بالعديد من الشباب و البنات

بدات تخرج من عالمها الضيق و هو المدرسة و اصدقائها البنات

الي عالم اخر جديد عليها ملئ بالاقنعه الزائفه

و الوقت الضائع و الكلام المعسول

لكنها حاولت الانفراد بنفسها و الابتعاد عن هذا العالم قدر الامكان

اصبحت تذهبا الي الكلية كل يوم مع اصحابها من ايام الدراسة ذهابا و ايابا

و لكنه لم يكن يتركها و كان دائما يتابعها كعادته

كان ملازما لها كظلها

فمرة من المرات و هي في طريق العوده الي المنزل هي و اصحابها

قابلهن بعض الشباب المستهترين و اصبحوا يضايقوهم طوال الطريق بعد ان نزلوا من الحافلة

و كان صاحبنا هذا يتابع الموقف من زاوية بعيدة و قرر التدخل

فظهر لهؤلاء الشباب و هو مرتدي قلنسوته التي تخفي نصف وجهه

ثم ظل يمشي باتجاههم حتي جاءت علي وجهه بقعه صغيرة من الضوء و ظهرت بعض ملامحه

فنظر لهم نظرة حاده وقعت في قلوبهم الرعب و جروا منه مهرولين مذعورين كانهم شاهدوا شبحا

ثم مضي في طريقه

فاستغربت الفتيات من هذا الموقف و لكنهم لم يشاهدوا من ملامحه شيئا فقط شاهدوا ظل اسود

ثم مضوا في طريقهم مسرعين للمنزل خوفا من ان يقوم بايذائهن

مرة فترة من الزمن علي وجود هذه الفتاه في الكلية حتي تعرفت علي شاب من الشباب اللعوب

الذي اوقعها في شباكه بكلامه المعسول

نعم و يالاسف وقعت في حبه و اصبحت لا تستطيع الاستغناء عنه

و كان صاحبنا ايضا يتابعها و هي تقضي وقتها معه و كان حزينا جدا

ليس لانها اصبحت ملكا لشاب غيره لا بل لانه يعرف حقيقة هذا الشاب

و في يوم طلب منها هذا الشاب بالخروج معها في سيارته و لكنها رفضت علي الفور

فغضب منها و تركها وغادر علي انها لا تثق فيه

و اصبح لا يتصل بها و يتجاهلها

فلم تقدر علي فراقه و بعد اسبوع ذهبت له و اعتذرت و قالت انها تثق فيه

فضحك ضحكة خبيثة و عرف انها الان اصبحت طوع امره

و صاحبنا يتابع كل هذه الاحداث في حزن و صمت

و عرض عليها هذا الشاب مرة اخري الخروج معه وحدهما في سيارته ليحتفلا برجوعهما سويا

فوافقت و خرجا معا فاخذ يدخل بها في مناطق غير معتاده عليها و يخرج من مناطق اخري

الا ان وصلا الي منطقه مهجورة لا تعلم عنها شيئا

و ما ان اوقف السيارة حتي نزع قناعه و ظهر علي حقيقته و بدا يفعل معها كما فعل مع كل فتاه قبلها

و لكن فجأه امتدت قبضة من نافذة السيارة و لكمته في وجهه لكمه نزلت علي وجهه كالمطرقة

ثم جذبته هذه اليد القوية خارج السيارة و رفعته لاعلي ثم ضربته لكمه اخري و اخري و الفتاه تبكي داخل السيارة

و ما ان انتهي من ضربه حتي اشار للفتاه بيده ان تتبعه دون ان يتكلم او تري من ملامحه شيئا

و هي بطريقة تلقائية تبعته و لم تنطق بشئ و لم تري منه الا الظل

و تبعته حتي وصل بها الي الشارع التي تسكن به ثم اختفي

و ظلت تفكر في هذا الظل الذي ينقذها من العديد من المواقف و كيف عرف اين تسكن

ظلت تفكر في هذا الظل طوال الليل

وقصت لاصحابها هذا الموقف و سالتها الفتيات عما اذا كان هو نفس الشخص الذي اخاف الشباب الذين ضايقوهن من قبل

فاجابت نعم انه كان يشبهه في نفس الملابس و نفس البنية الضخمة و القوية و نفس القلنسوة التي يرتديها علي راسه و تخفي معظم وجهه

فسالتها احداهن هل تعرفيه

فجاوبت لا لا اعرفه فانا لم اره قط

فقالت احداهن لم لا نطلق عليه اسما

فقالت اخري نطلق عليه المجهول

و قالت اخري المنقذ

"فقاطعتهم الفتاه و قالت لا ....سنطلق عليه " خـــيــــال الـــــــظـــل

و بعدها قررت الفتاه ان تستكمل دراستها و الا تنتبه لاي من الشباب معها في الكلية

و هذا قد ارضي صديقنا خيال الظل و جعله سعيدا

و لكن الشاب الذئب الذي اوقعها في حبه لم يرض بذلك و قرر الانتقام منها

فقام باستغلال وقوفها بانتظار الحافلة وقام بالقيادة ناحيتها بسرعه و قرر ان يصدمها بالسيارة و يجري مسرعا

لكن و هو منطلق ناحيتها بسيارته بسرعه البرق

و لكن فجاة

ظهر شئ امامه قبل ان يصل للفتاه و اصطدم بسيارته و لكنه لم يضغط المكابح و تابع طريقه ناحية الفتاه و زميلاتها

و لكن صوت الصدمة نبه الفتاه هي و زميلاتها و ابتعدوا عن طريق هذا الاهوج المتهور

و اندفع احد الشباب و طارده بسيارته هو الاخر ليمسكوا به

و لكن الفتاه اندفعت لتري ذلك الملقي علي ظهره ينزف علي الطريق

"فوجدت يهمس ببعض الكلمات و هو ملقي علي الارض و عندما راها قال لها" احـــــــــبــــــــك

و عندما رات وجهه علمت لماذا كان يرتدي هذه القلنسوة دائما

و لماذا خاف كل من نظر اليه

فقد كان لديه تشوه في نصف و جهه الايمن جعل شكله مخيف بدرجة كبيرة

ثم سالتها احدي الفتيات من هذا

فقالت و هي تبكي بمرارة

انه ... انه ....





خـــــيـــــال الــــــــــــــــظــــــــــــــل





تمت بحمد الله



****Mohame mokhtar ****